?What are you looking about

0
{{($lang == 'en')?$blog->title_en:$blog->title_ar}

هل التمر يحتوي على أوميغا 3 ؟ .. تعرّف على تركيبة حبة التمر التي تأكلها

إذا سألت هل التمر يحتوي على أوميغا 3 فلن تكون الإجابة بـ (نعم) أو (لا) فحسب، وإنما بالقائمة الغنية من المركبات والمكونات التي تضمها كل حبة تمر تمسكها بيدك حتى تعطيك هذا القدر من الفوائد الصحية التي لن تتوقعها في أكثر الأغذية شهرة في بيئتنا العربية.

سنجيب في هذا المقال عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتمر، وكذلك مصادر أوميغا 3 وعلاقتها بالتمر. فمن الناس من يسأل: هل كثرة أكل التمر مضر؟ تستوجب الإجابة عن هذا السؤال الحديث عن مكونات التمر وتوضيح أثر الضرر المتوقع منها، أو الإشارة إلى كمية التمر المسموح بها يوميًا. وعلى الناحية الأخرى يتساءل البعض: هل يحتوي الجوز على أوميغا 3؟ أو أين يوجد أوميغا 3 في المكسرات؟ ثم ما هي الخضروات التي تحتوي على أوميجا 3؟ لذلك  لنتحدث قليلاً عن التمر وأوميغا 3 وهل التمر يحتوي على أوميغا 3 بالفعل أم لا؟

ما هو أوميغا 3؟

أوميغا 3 هو حمض دهني غير مشبع، يتواجد بكثرة في الأسماك، وبالأخص سمك السلمون. لأوميغا 3 خصائص مميزة في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، والقضاء على الالتهابات التي تصيب جسم الإنسان، كما يعمل على توازن وسلامة صحة الدماغ.

ولفوائده العديدة ينصح بالتأكد من تواجد نسبة متوازنة منه في جسم الإنسان، وبالأخص لدى الأطفال، لأن له دورًا بارزًا في الحفاظ على نسبة التركيز، وكذا علاج الاضطرابات السلوكية العامة التي تصاحب هذه الفئة العمرية. لذلك يجب على أوميغا 3 أن يصاحب الأم الحامل في رحلتها من خلال المكملات الغذائية، لأنه مهم للغاية للجنين في مرحلة النمو، كما أنه يحمي الأم من الولادة المبكرة. وله العديد من الفوائد المتعلقة بصحة القلب، تعزيز صحة الدماغ، مقاومة الالتهابات، بل وله دور مهم في تحسين الحالة المزاجية والقضاء على أعراض الاكتئاب.

يؤدي نقص الأوميغا 3 في الجسم إلى مشكلات جسدية ومشكلات ذهنية. إذ يشعر من يعاني من نقص أوميغا 3 بالتعب الشديد والإرهاق، وضعف في الجلد والأظافر والشعر، حالات تشنج، آلام في المفاصل، كما أنه يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء. أما على المستوى الذهني فيتسبب نقص أوميغا 3 في ضعف التركيز وقله الانتباه والشعور الدائم بالتشتت، وبالأخص لدى الأطفال. أما نقص أوميغا 3 للنساء فيتسبب في اضطرابات في الدورة الشهرية لديهن.

أين يوجد أوميغا 3 في الأغذية؟

على الرغم من أنه قد أصبح من الشائع الآن تناول المكملات الغذائية المحتوي على أوميغا 3 (وهذا صحيح بالمناسبة) ولكن يسأل الكثير من الناس عن المصادر الطبيعية لأوميغا 3 حتى يحصل عليه بشكل طبيعي بقدر الإمكان. 

يتواجد أوميغا 3 في الأغذية التالية:

-         السمك المليء بالزيت: وبالأخص السلمون، السردين، الماكريل، والتونة

-         المكسرات: وبالأخص الجوز واللوز

-         الزيوت: مثل زيت الزيتون وزيت بذرة الكتان

-         بعض الفواكه المجففة: مثل الزبيب

-         فول الصويا

هل التمر يحتوي على أوميغا 3

في الواقع يحتوي التمر على العديد من الأحماض الدهنية التي يتجاوز عددها 20 نوعًا من الأحماض الدهنية. ولكن ليس من بينها أوميغا 3. فيحتوي التمر على أحماض مثل التربتوفان، لوسين، ميثيونين، الفينيل آلانين، آرجنين، البرولين، سيرين، وغيرهم. وكل حمض منهم له العديد من الخصائص والمميزات التي تدعم ضرورة أن تتناول التمر بشكل يومي.

لذلك إذا سُئلت هل التمر يحتوي على أوميغا 3 لكانت الإجابة هي (لا) ولكن بالمقابل هناك العديد من الأحماض الأمينية الأخرى التي تفيد الجسم من نواحي عديدة، وتؤدي وظيفة مكملة أو قريبة من الوظائف التي يؤديها الأوميغا 3 كما سيتضح بعد قليل.

هل التمر يحتوي على أوميغا 3 ولو بنسب صغيرة؟

لا يحتوي التمر على أوميغا 3 حتى ولو بنسب صغيرة. ولكن هناك العديد من الأغذية التي تحتوي على الأوميغا 3 وتتوافر بسهولة في أغذية متنوعة، كما وضحنا بأعلى.

ولكن ما هي مكونات أو القيمة الغذائية للتمر حتى ينصح الأطباء بتناوله بشكل يومي؟ هذا ما سيجيب عنه بقية المقال.

القيمة الغذائية للتمر

يحتوي التمر على أكثر من 60% من وزنه من السكريات (فركتوز – جلوكوز – سكروز). وتختلف نسبة هذه السكريات في كل نوع من أنواع التمر. فبعضها يغلب عليه الفركتوز والجلوكوز بشكل أساسي ولا يحتوي على السكروز (مثل الخلاص القصيمي)، بينما أنواع مميزة من التمر تحتوي على السكروز بشكل أساسي (مثل السكري الملكي على سبيل المثال).

تأتي هذه السكريات العالية في حزمة الكربوهيدرات التي تمثل نحو 75% من وزن حبة التمر. أما بالنسبة للبروتين، فلا يحتوي 100 غرام من التمر إلا على أقل من 2 غرام من البروتين، وأقل من ربع جرام من الدهون (0.15 غرام دهون بالضبط). أما عن السعرات الحرارية فإن كل 100 غرام من التمر تعطي الجسم نحو 275 سعر حراري، تقل أو تزيد بشكل بسيط للغاية ولكن حسب نوع التمر نفسه. فبعض أنواع التمور قد يصل عدد السعرات الحرارية في 100 غرام منها إلى 300 سعر حراري، وفي أنواع أخرى قد تقل لتصل إلى 250 سعر حراري. ومن ثم فالنسب متفاوتة، ولكن ليس بشكل كبير.

ويحتوي التمر كذلك على كمية معتبرة من المعادن والفيتامينات المفيدة للجسم. فمن المعادن يحتوي التمر على البوتاسيوم، المغنيسيوم، السيلينيوم، الزنك، النحاس، المنغنيز، الحديد، الكالسيوم، الصوديوم، الفسفور، والفلوريد. كل معدن من المعادن السابقة يؤدي دورًا شديد الحساسية لصحة الجسم. بعضها يعتني بصحة القلب مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، ومنها ما هو مسئول عن صحة العظام مثل الكالسيوم والنحاس والسيلينيوم. ومنها من له دورًا بارزًا في حماية الجسم من فقر الدم أو الأنيميا Anemia مثل الحديد.

أما من حيث الفيتامينات، فالتمر يحتوي على فيتامينات B3، B6، B12، حمض الفوليك، فيتامين A، فيتامين K، وبعض الفيتامينات الأخرى، ولكن بنسب ضئيلة للغاية. تعمل هذه الفيتامينات على ضبط وظائف الجسم المتنوعة. فتعمل مجموعة فيتامين B على صحة الجهاز العصبي وخلايا الدماغ. أما حمض الفوليك فيعمل جنبًا إلى جنب مع فيتامينات B3 وB6 على التحكم في المستويات المرتفعة من الهوموسيستين في الدم. ويؤدي ارتفاع حمض الهوموسيستين إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لماذا يجب أن تأكل التمر كل صباح؟

ورد في الأحاديث النبوية الشريفة حث النبي صلى الله عليه وسلم على تناول عجوة المدينة كل صباح للوقاية من السم والسحر (7 حبات من تمر العجوة تحديدًا). وكان يحث صلى الله عليه وسلم كذلك على ضرورة أن يكون التمر في البيت بشكل مستمر (بيت لا تمر فيه جياع أهله). ويوضح هذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على كل ما ينفع أمته، ليس من أمور دينهم فحسب، ولكن كذلك من أمور دنياهم.

فقد أثبت الطب الحديث أن التمر هو أحد الأغذية الغنية التي تولد الطاقة والنشاط في جسم الإنسان، وتعطيه إحساسًا سريعًا بالشبع، ومن ثم فهو الغذاء المثالي الذي لا يحتاج إلى تناول كمية كبيرة منه لسد احتياج الإنسان من السعرات الحرارية التي تلزمه للقيام بنشاط بدني مرتفع.

فتناول 3 – 7 حبات من التمر كل صباح يمد الجسم باحتياجاته الأساسية من الطاقة والتي بدورها تساعده على إتمام تضييع الخمول الذي يشعر به الإنسان عادة عندما يستيقظ صباحًا، وبدء يومه بقوة ونشاط. ولنفس السبب ينصح مدربو الجيم لاعبيهم بتناول 3 حبات من التمر قبل بدء التمرينات الرياضية، طلبًا لقدر الطاقة الذي يعطيه التمر للجسم ومساندته في هذا الجهد البدني المرتفع.

هل التمر مناسب للجميع؟

بمعنى هل من الممكن أن يتناوله مريض السكر؟

هناك بعض التحذيرات التي تصاحب عملية تناول التمر دائمًا عندما يتعلق الأمر بمرض السكر. لنتحدث عن أكثر أنواع التمور شهرة في الخليج، وهو التمر السكري الملكي بأنواعه الرطب والمفتل. يُعد هذا التمر من أكثر التمور تداولا بين المستخدمين في الجزيرة العربية. يرجع ذلك لحلاوته الشديدة، وشكله المميز الذي يغري بتناوله.

ولكن هذه الحلاوة الشديدة جلبت معها أعلى نسبة سكروز في مكونات التمر. فهذا التمر وحده يحتوي على أكثر من 40% من وزنه من سكر السكروز. وهذا النوع من السكر هو الذي يرفع سكر الدم، مما يعني أنه غير مناسب لمريض السكر.

على الناحية الأخرى، يأتي تمر الخلاص كأحد أفضل أنواع التمور قاطبة لمريض السكر، فهو لا يحتوي على السكروز على الإطلاق (0 سكروز). ولكن حتى في هذه الحالة أيضًا لا يُفضل تناول كميات ضخمة منه. لذلك ينصح الأطباء مرضى السكر بتناول 3 حبات من تمر الخلاص كل صباح للحصول على الفوائد المتواجدة في التمر، وفي نفس الوقت تجنب أضراره.

ولا يعني هذا أنه يمكن للأصحاء أن يتناولوا ما يشاءون من كمية في التمر. فكثرة تناول التمر تؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في جسم الإنسان، وترفع من احتمالية إصابته بمرض السكر من النوع الثاني. لذلك الاعتدال مطلوب في كل شيء.

الخلاصة:

أجاب هذا المقال عن سؤال "هل التمر يحتوي على أوميغا 3" وكانت الإجابة هي (لا). ولكن على الجانب الآخر يحتوي التمر على العديد من الأحماض الدهنية الأساسية المفيدة للجسم، وكذلك على نسب مرتفعة من الفيتامينات والمعادن التي تساعد الجسم على تأدية وظائفه المختلفة. ولكن لا يعني هذا المبالغة في تناول التمر، وبالأخص الأنواع السكرية منه (مثل السكري الملكي). بل يجب الاكتفاء بعدد معتدل من التمرات (3 – 7 حبات من التمر للأصحاء، و3 من تمر الخلاص لمرضى السكر).  

Shopping Cart

Empty Cart

Continue Shopping