{{($lang == 'en')?$blog->title_en:$blog->title_ar}

من مراحل التمر الطلع البسر الرطب التمر العجوة .. تعرّف عليهم جميعًا

دومًا ما يشتهي الناس التمر. ولكن قلة منهم تتوقف لتتحدث عن مراحل نمو التمر. فهل من مراحل التمر الطلع البسر الرطب التمر العجوة؟ وهل هذه المسميات واردة في عالم زراعة التمر وهل هي سليمة؟ فعموم الناس ترد إلى آذانها المسميات، ولكن قد يختلط عليها الأمر عندما يأتي الحديث عن المفهوم الذي وراء هذا المسمى.

لذلك سيكون هذا المقال بمثابة ضوء النهار في عتمة المصطلحات غير المفهومة. سنتحدث عن ما هو التمر البسر، كم تستغرق النخلة لتنمو، ما هي المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من تكون التمر، كم تستغرق النخلة لتنمو، ومراحل نضج الثمار، وغيرها من المعلومات القيمة التي ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تتعرف فيها عليها.

من مراحل التمر الطلع البسر الرطب التمر العجوة .. متى بدأت الرحلة؟

قد تظن أن الرحلة بدأت ببذرة النخلة (نواة التمر) وهذا صحيح على المدى البعيد أو القديم. ولكن الواقع يقول أن زراعة بذرة التمرة في بيئة طينية صحية لن يؤدي بالضرورة إلى نشوء نخلة تعطيك تمر كتلك التي تراها زاخرة بأطايب التمر وأكثره.

فعند المغامرة بوضع بذرة في تربة مناسبة وريها حتى تصبح فسيلة، ثم رعايتها حتى تصبح نخلة، فلا يعني ذلك أن هذه البذرة ستنتج نوعًا جيدًا من التمور. بل على العكس، قد تنتج نوعًا رديئًا، أو نوعًا معروفًا ولكن بكميات قليلة لا تجدي من الناحية الاقتصادية. أي أن المغامرة بإنتاج نخلة من خلال غرس نواة تمرة في تربة مناسبة ليس بالضرورة هو الحل المناسب لإنتاج النخل الذي ينتج هذه الكميات الضخمة والأنواع الجيدة من التمر. لاحظ أن هذه المغامرة غير مأمونة العواقب ستحتاج إلى نحو 7 – 10 سنوات قبل أن تظهر نتائجها. يحتاج النخل في العادي إلى 4 – 6 سنوات حتى تصبح نخلة تطرح التمر بالشكل الذي نعرفه. ولكن تظهر هذه النتيجة من زرع الفسائل المعروفة المصدر، وليس تلك التي يحدث بها مغامرة.

من أين أتى إذًا ذلك النخل الذي نحصد منه هذا المحصول فائق الجودة من التمر؟ وكيف نكثر من عدد نخلاته الجيدة التي تنتج المزيد والمزيد من هذا التمر الجيد؟

يعتمد الخبراء لهذا الغرض منذ القدم على النخلات الجيدة التي نمت عرضًا من بذور التمر وكان إنتاجها جيدًا من حيث الطعم والكم. فيتم استغلالها في استخراج فسائل جديدة من نفس العائلة وإكثار عدد النخيل لأقصى حد تسمح به الأرض الزراعية. هذه هي البداية الحقيقية لحبة التمر التي تراها في النهاية من مراحل التمر الطلع البسر الرطب التمر العجوة.

هل من مراحل التمر الطلع البسر الرطب التمر العجوة أم هناك مراحل أخرى؟

عندما تمسك في يدك بحبة تمر جافة، وتضعها في فمك لتمضغها ببطء وتستمتع بطعمها السكري الجذاب، وذوبانها في فمك على مهل، اعلم أنها مرت برحلة طويلة على مدار خمس مراحل مختلفة حتى تصل إلى فمك وتستمتع بهذا الطعم المميز.

تمر حبة التمر في رحلة نموها بمراحل خمس على النحو التالي:

أولاً: الطلع

الطلع هو حبوب اللقاح في النخيل. قد تكون بيضاء اللون، وقد تكون صفراء. وهو الطور الأول في رحلة نمو التمر. يبدأ الطلع في الظهور بعد التلقيح بنحو 4 – 5 أسابيع.

ثانيًا: الخلال

الخلال هو أول ظهور لشكل التمر  الذي تعرفه. في هذه المرحلة تكون قشرة التمرة صلبة وناعمة. ويكون لونها أخضر. لا تكون قد اكتسبت سكريتها الكاملة بعد، ولكنها أصبحت بالشكل الخارجي الذي تعرفه عن البلح. في هذه المرحلة يزيد وزن حبة التمر سريعًا.

ثالثًا: البسر

والبُسر هو المرحلة التي تتلون فيها حبة التمر لتكتسب اللون الذي اُشتهرت به حسب نوع التمر. فقد يكون أصفر، أحمر، أو أشقر. في مرحلة البُسر تكون حبة التمر قد اكتسبت أكثر من 50% من كمية السكر التي من المفترض أن تكتسبها في مرحلة النضج الكامل. ولذلك تكون حبة التمر في مرحلة البُسر حلوة الطعم حتى مع صلابتها.

وفي مرحلة البُسر كذلك تبدأ في اكتساب الماء. وتختلف كمية الماء التي في حبة التمر حسب نوع التمر نفسه، ولكنها تكون ملحوظة، وهو ما يساعد على مضغها بدون عُسر. مدة هذا الطور تمتد من 3 – 5 أسابيع.

رابعًا: الرطب

في مرحلة الرطب تبدأ الثمرة في الانتقال من مرحلة الصلابة إلى مرحلة الليونة (تصبح طرية أكثر). يبدأ التحول على أطراف حبة التمر، ثم تمتد رويدًا حتى تعمها كلها.

ولعلك رأيت كثيرًا حبة التمر في هذه المرحلة ونصفيها بين البُسر والرطب، وبعضها قد دخل إلى مرحلة الرطب بالكامل. في مرحلة الرطب تكتسب حبة التمر المزيد من الماء والمزيد من السكر في آن واحد. فتصبح مع ليونتها شديدة الحلاوة. وتستمر حبة التمر في هذا الطور من 2 – 4 أسابيع.

خامسًا: التمر

وهي المرحلة الأخيرة من مراحل نمو التمر، وهي التي تعرفه فيها بهذا الاسم "التمر". في هذه المرحلة تجف حبة التمر من الماء الذي بها تمامًا، ويشتد اللحم بها ويزداد تماسكًا ويزداد سمكه صلابة. وتزداد درجة السكرية فيه إلى أقصى حد ممكن لها.

وفي مرحلة التمر تجف القشرة وتتجعد وتصبح أكثر تماسكًا عن ذي قبل. وفي تلك المرحلة كذلك يصبح لون القشرة داكنًا أكثر حسب نوع التمر. ففي التمر السكري ينتقل لونها من الأصفر إلى البني الفاتح ثم الغامق. وفي التمر المجدول يصبح اللون في بعض أنواعه داكنًا أكثر كقشرة الباذنجان. وفي عجوة المدينة يصبح اللون داكنًا بنفس الدرجة.

وحسب نوع التمر يصبح هذا هو الشكل النهائي الذي يُباع عليه التمر في الأسواق. وهذا هو الشكل النهائي الذي تجده عندما تزور سوق التمور في أي مكان في العالم. وميزة هذا الطور في رحلة نمو التمر هو أنه سهل النقل والتخزين. وهذا هو الشكل الذي كان تستخدمه العرب قديمًا لتخزينه كطعام في بيوتهم، وكذلك استخدامه كزاد حال السفر لمسافات طويلة.

أيهما أفضل: التمر الجاف أم الرطب؟

يتساءل البعض عن هاتين المرحلتين لأنهما أفضل المراحل من حيث الطعم في المراحل الخمس المذكورة في هذا المقال.

فإذا كنت تسأل من الناحية الغذائية، فلا فارق تقريبًا. فجميع العناصر الغذائية المتواجدة في التمر في مرحلة الرطب، هي هي نفسها متواجدة في التمر في مرحلته الأخيرة (التمر).

ولكن يخضع الأمر في مجمله إلى التفضيلات الشخصية. فلو أخذنا السكري كمثال، فسنجد أن هناك من يحب السكري الرطب الملكي على غيره من أنواع التمور، لسكريته الشديدة ولكونه لينًا في المضغ. وهناك من يفضل التمر الجاف من نفس النوع والذي يُطلق عليه السكري المفتل الملكي سواء بحشوة أو بغير.

إذًا، يخضع الأمر في مجمله إلى التفضيلات الشخصية لكل واحد منا. ولكن كلاهما يجتمع على حلاوة الطعم ونفس الفوائد الغذائية المتحصلة منه.

أسماء التمر في القرآن

ذُكِرَ التمر في أكثر من موضع في القرآن الكريم بجميع أجزاؤه، بداية من النخلة حتى نواة حبة التمر، بل وأجزاء من تلك النواة.

فقد ذكر الله تعالى التمر في مرحلة الرطب في سورة مريم:

وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿مريم: ٢٥﴾‏

وذكر الله القطمير (وهو الغشاء الرقيق الذي يحيط بالنواة) في الآية:

وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿فاطر: ١٣﴾‏

وذكر الله الفتيل (وهو الخيط الرفيع الذي يكون في شق النواة) في 3 مواضع في كتابه الكريم، منها:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿النساء: ٤٩﴾‏

وذكر النقير (وهو النقطة أو النكتة التي تكون في ظهر النواة ومنها تنبت النخلة) في موضعين في كتابه العزيز، منها:

أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿النساء: ٥٣﴾‏

أما النخل فقد ذكره سبحانه وتعالى في 22 موضع من القرآن الكريم، 15 بلفظة (نخل) و7 بلفظة (نخيل)، منها ما ذكرناه مع آية (الرطب) في سورة مريم، ومنها على سبيل المثال:

وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ﴿ق: ١٠﴾‏

ولا يذكر الله شيء في كتابه إلا لحكمة أو لغرض. فعندما يذكر الله النخل في أكثر من 20 موضع في القرآن الكريم، فهو بالتأكيد يريد أن ينبهنا إلى التفكر في هذه الشجرة العظيمة، التي تنبت ثمرة هي من أفضل وأزكى الثمار في عالم الفاكهة والطعام قاطبةً.

الخلاصة:

إذا سألت "من مراحل التمر الطلع البسر الرطب التمر العجوة" فقد حصلت على إجابة شافية في هذا المقال بترتيب مراحل نمو التمرة من البداية حتى وصولها إلى يديك في سوق التمر. يمر التمر بخمس مراحل في رحلة النمو. فيبدأ بالطلع، ثم الخلال، يليه البُسر، فالرطب، وأخيرًا التمر. وكل مرحلة من المراحل السابقة لها شكلها المميز وخصائصها الفريدة.

للطلب أونلاين من خلال  موقعنا الألكتروني

Shopping Cart

Empty Cart

Continue Shopping