?What are you looking about

0
{{($lang == 'en')?$blog->title_en:$blog->title_ar}

الفرق بين الرطب والتمر في جميع مراحل النمو

من يسأل عن الفرق بين الرطب والتمر فهو على موعد للولوج إلى أجمل رحلة من رحلات نمو النباتات في العالم. ونقصد بها بالطبع: رحلة نمو التمر على النخيل.

يختلط الأمر على كثير من الناس في التمييز بين الرطب والتمر، ويظن بعضهم أنهما مختلفين ولكن الحقيقة هي أن الفرق بين الرطب والتمر يقتصر فقط على توضيح مرحلة كلا منهما في رحلة نمو التمر. اترك ما بيدك الآن – إلا جوالك الذي تقرأ منه هذا المقال بالطبع – وأبحر معي في رحلة نباتية شيقة تروي لك رحلة حبة التمر التي من الممكن أن تكون أمامك على المائدة في طبق الآن، لنتعرف على الفرق بين الرطب والتمر.

نبذة عن التمر

ظهر التمر للمرة الأولى في بلاد الرافدين منذ 5000 سنة تقريبًا. وعند تجربته كغذاء، وبالذات مع مراحل نموه المختلفة التي يختلف فيها الطعم من مرحلة لأخرى، زاد اهتمام الشعوب القديمة به، وبدأوا في زراعة أشجار النخيل بشكل منهجي لزيادة كمية المحصول السنوي منه، وبالأخص عندما استشعروا الفائدة الغذائية له.

يوجد الآن أكثر من 2000 نوع من أنواع التمر منتشرين حول العالم. تعرف الجزيرة العربية قرابة 450 نوع منها، ولكن يشتهر في الأسواق فقط أقل من 10 أنواع هي التي تقود سوق التمر في العالم العربي، لعل أشهرهم تمر السكري الملكي، الذي يجب أن تجده بكثرة في أسواق التمور الخليجية. من هذه الأنواع كذلك المجدول، الصقعي، العنبري، الصفاوي، عجوة المدينة، البرحي، دقلة نور، الخضري، الخلاص، وغيرهم.

مراحل نمو التمر

يمر التمر بـ 5 مراحل أساسية، تجري على جميع نخيل التمر أيًّا كان نوعه:

1.     الطلع

2.     الخلال

3.     البسر

4.     الرطب

5.     التمر

وكل مرحلة من المراحل السابقة تأخذ وقتها في النمو. والتمرة تأخذ أشكالاً عدة في كل مرحلة. وهناك أنواع من التمر يؤكل في مراحل نموه المختلفة قبل الوصول إلى المرحلة النهائية (مرحلة التمرة الجافة). وهناك أنواع من التمر لا تؤكل إلا في عند اكتمال نضجها كحبة تمر جافة.

غير أن المراحل السابقة تسبقها مرحلة أخرى خفية، وهي مرحلة بذر البذرة الأولى. يظن عموم الناس أن النخلة يتم زراعتها من نواة التمرة. فيظنوا أنه يتم غرس النواة في بيئة مناسبة وريها حتى تصبح نخلة، مرورًا بجميع مراحل نموها التي تستغرق عادة 4 – 6 سنوات. ولكن المفاجأة هي أن خبراء زراعة النخيل لا يفعلون ذلك. وإنما يتوجهون مباشرة إلى النخل الذي تأكدوا من جودته وطبيعة ثماره بالفعل ليأخذوا منه فسائل جديدة ويزرعوها. لماذا؟

لأن الاكتفاء بزرع نواة حبة التمر يعتبر مغامرة غير مضمونة النتائج. تستغرق هذه الرحلة في العادة نحو 7 – 10 سنوات قبل أن تظهر النتيجة وتُعرف ثمارها. وقد تكون هذه النتائج غير سارة. فقد يكون طرح تلك النخلة (التجربة) أنواعًا غير صالحة للأكل. أو غير سكرية بشكل كافي كما اعتدنا على سكرية التمر. أو قد تكون غير مجدية اقتصادية (بمعنى لا يريدها أحد). الأسباب متعددة، ولكن الخلاصة هي أن زراعة النخيل لا تتم بهذه الطريقة، وإنما من خلال خطة واضحة باستخراج فسائل جديدة من نفس العائلة، وتكثيف عدد النخيل في الأرض الزراعية حتى تتشبع الأرض بهم تمامًا، وبهذا تكون مزرعة النخيل. وهذه هي الطريقة التي تُعرف بها زراعة النخيل في العالم العربي والعالم أجمع.

الفرق بين الرطب والتمر في مراحل نمو التمر على شجر النخيل

تمر هذه الرحلة – كما أسلفنا – بمراحلة خمس. كل مرحلة منهم لها خصائصها المميزة، والتي سنوضحها في السطور التالية.

أولاً: مرحلة الطلع في نمو التمر

هناك خطوة أولى قبل مرحلة الطلع، وهي التلقيح. قد يكون التلقيح طبيعيًا بفعل الرياح أو الحشرات. وقد يكون صناعيًا بيد أشخاص متخصصين. في جميع الحالات يحدث التلقيح، ويبدأ التمر في النمو بعد التلقيح في أولى صوره وهي صورة الطلع.

يبدو الطلع كزهرة كبيرة متعددة الأوراق، أو تجميعة من براعم صغيرة. تبدو من بعيد كسنابل القمح. لونها أبيض أو أصفر. تؤخذ في بعض الأحيان وتقدم كغذاء ودواء. هذه هي المرحلة الأولى من مراحل نمو التمر في شجر النخيل. تحتاج مرحلة الطلع نحو 4 – 5 أسابيع للظهور بعد التلقيح.

ثانيًا: مرحلة الخلال في نمو التمر

في مرحلة الخلال تبدأ ثمرة التمر في التشكل. فتأخذ شكل حبة التمر التي يتم زراعتها في النخلة. فلو كان التمر برحي ستستدير حبة التمر في مرحلة الخلال وتأخذ الشكل الدائري المميز للتمر البرحي. ولو كان التمر مجدولاً ستستطيل حبة التمر وتأخذ الشكل الذي ستكون عليه حبة التمر في نهاية المطاف، ولكن بحجم أصغر قليلًا من الشكل النهائي في المراحل التالية للنمو.

غالبًا ما تكون حبة التمر لونها أخضر في تلك المرحلة. وتأخذ الشكل النهائي لحبة التمر، ولكن بحجم أصغر قليلًا. في هذه المرحلة تكون محتوياتها من السكر ضعيفة للغاية، تصل في بعض الأحيان إلى ما هو أقل من 50% بكثير (لاحظ نتحدث عن ثمرة أكثر من 66% من وزنها سكر صافي). لذلك من يأكل ثمرة الخلال في هذه المرحلة يشعر بعطش شديد، ويشعر كمن يأكل تمرة بلا طعم.

ثالثًا: مرحلة البُسْر في نمو التمر

يمكنك تسمية مرحلة البُسْر في نمو التمر بمرحلة (التلوّن). في هذه المرحلة تأخذ الثمرة لونها. ويكون اللون حسب نوع التمر نفسه، ولكنه لا يخرج عن ألوان الأصفر، الأحمر، أو الأشقر، أو البرتقالي الفاتح. يأخذ هذا الطور مدة تتراوح ما بين 3 – 5 أسابيع.

علامات هذه المرحلة هو أن الثمرة تصلح للأكل. فيكون طعمها حلوًا بعد اكتسابها أكثر من 50% من كمية السكر التي من المفترض أن تكتسبها. تكون الثمرة صلبة، ولكنها حلوة الطعم. كذلك تبدأ في هذه المرحلة اكتساب الماء. هذا الماء الذي يستمر معها لفترة أطول، حتى ينقلها من مرحلة البُسْر إلى مرحلة الرطب.

رابعًا: مرحلة الرطب في نمو التمر

بداين من هنا تبدأ استشعار الفرق بين الرطب والتمر. تشير مرحلة الرطب إلى انتقال التمرة من مرحلة الصلابة إلى الليونة. فتكون هشة ولينة في المضغ، ويمكن إخراج النواة منها بدون عسر. يبدأ التحول على أطراف حبة التمر، ثم يستمر رويدًا حتى يصل إلى رأسها عند القمع، حتى تصبح الثمرة بأكملها رطبة. يستمر هذا الطور لمدة من 2 – 4 أسابيع.

في هذه المرحلة تكتسب حبة التمر المزيد من الماء والمزيد من السكر في آن واحد. فتصبح أكثر هشاشة وأكثر حلاوة في نفس الوقت. وقد تجد بعض حبات التمر تنقسم فيها الحبة نصفها رطب ونصفها الآخر لم يزل بعد بُسْرًا.

هناك بعض أنواع التمور التي يتم قطفها في هذا المرحلة وبيعها في الأسواق، وأشهرها الرطب السكري الملكي ذو الطعم الاستثنائي في حلاوته وسكريته. 

خامسًا: مرحلة التمر .. المرحلة الأخيرة في رحلة نمو التمر

وهي المرحلة الأخيرة في رحلة نمو التمر، وهي الشكل النهائي الذي يُعرف به التمر بين الناس. في هذه المرحلة تجف حبة التمر تمامًا من الماء، وينكمش حجمها قليلاً وتتجعه قشرتها، وتزداد سكريتها كثيرًا، ويلتصق اللحم بالنواة، وتصبح على الشكل الذي يُعرف عليه التمر عادة، كلٌ حسب نوعه.

في هذه المرحلة يتشكل كل نوع حسب ما يشتهر عليه وحسب شكل حبة التمر وحجمها. فتجد المجدول يحظى باللون البني أو اللون الباذنجاني الداكن. بينما السكري يحظى باللون الأصفر أو البني الفاتح. والصفاوي والعجوة باللون الأسود، بينما الصقعي ينقسم ما بين الأصفر والبني أو البني المحمر. وهكذا. والآن سيتضح لك جليًا الفرق بين الرطب والتمر.

الفرق بين الرطب والتمر

لعلك الآن لاحظت الفرق بين الرطب والتمر بعد خوضك هذه الرحلة القصيرة في نمو التمر على النخيل. فإن الفرق بين الرطب والتمر من الممكن تلخيصه في النقاط التالية:

-         الرطب هو المرحلة الرابعة من نمو التمر، بينما التمر هو المرحلة الخامسة والأخيرة

-         الثمرة في الرطب لينة طرية مليئة بالماء، بينما في التمر صلبة خالية تمامًا من الماء

-         الثمرة في الرطب بها الكثير من السكر، ولكن يتم تركيز هذا السكر في مرحلة التمر

-         الثمرة في الرطب هشة وسهلة الإتلاف، بينما في التمر صلبة نوعًا ما وصعبة الإتلاف

-         الثمرة في الرطب عمرها قصير، وفي التمر من الممكن أن تُخزن لمدة عام كامل

الخلاصة:

إذا أردت التعرف على الفرق بين الرطب والتمر، فإن الرطب هو المرحلة التي تسبق التمر مباشرة. فبعد أن تكتسب التمرة الماء وتصبح لينة طرية سهلة المضغ، يجف ما بها من ماء في مرحلة التمر، وتصبح صلبة، ويسهل نقلها وتخزينها لمدة طويلة. هناك بعض الأنواع التي يمكن بيعها وهي في مرحلة البسر والرطب والتمر مثل التمر البرحي. وهناك أنواع يمكن بيعها في مرحلتي الرطب والتمر مثل السكري الملكي. بينما سائر الأنواع تُباع فقط في مرحلة التمر الجاف أو المرحلة الأخيرة.

Shopping Cart

Empty Cart

Continue Shopping