هذا السؤال يُطرح كثيرًا من قبل مرضى السكري: هل السكر الموجود في التمر مضر؟ يعود هذا إلى أن مريض السكر – مثله مثل أي شخص طبيعي – يرغب في تناول مادة سكرية من وقت لآخر لأسباب نفسية بحتة، بسبب ما تمنحه الحلوى من إحساس بالسعادة والبهجة. وينظر إلى التمر على أنه سكر طبيعي لن يتساوى الضرر الذي يسببه مع السكر الصناعي المتواجد في بقية المنتجات المصنعة.
ولكن مع مريض السكر يجب الانتباه لكل ما يدخل الفم، حتى لا يؤدي إلى رفع نسبة سكر الدم، وما يصاحبه من مضاعفات تؤثر على حالته الصحية. لذلك سنجيب في هذا المقال عن – ليس عن سؤال هل السكر الموجود في التمر مضر فقط ولكن كذلك عن – هل التمر يرفع السكر بسرعة؟ نوع السكر الموجود في التمر؟ جدول نسبة السكر في التمر، أفضل أنواع التمر لمرضى السكري، الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض، كم حبة تمر لمرضى السكر، فوائد التمر لمرضى السكري، وغيرها من الأسئلة التي سنحرص على إجابتها في هذا المقال بشيء من التفصيل.
يحتوي التمر في العادة على 3 أنواع من السكر: الفركتوز – الجلوكوز – السكروز. وتختلف نسبة كل سكر من نوع لآخر. ويشتهر بين التمور المعروفة في الجزيرة العربية أن السكري الملكي هو أعلاهم من حيث السكرية، ومن ثم فهو محظور تناوله تمامًا لمرضى السكري.
بينما أقلهم من حيث السكرية – من الأنواع المشهورة كذلك – فهو تمر الخلاص. حيث يحتوي فقط على سكري الفركتوز والجلوكوز ولا يحتوي على أي نسبة من سكر السكروز. الشيء بالشيء يُذكر، سكر السكروز هو الذي يتم استخلاصه تحديدًا من قصب وبنجر السكر لصناعة سكر المائدة. أي أن السكر المتبلور مرتفع السعرات الذي نستخدمه في تحلية المشروبات عادة هو سكر السكروز.
أجريت العديد من التجارب في هذا الشأن، ووُجِدَ أن التمر يرفع نسبة السكر في الدم من صائم في المستوى الطبيعي بنسبة 30 – 50% في أقل من 40 دقيقة. وتكون نسبة سكر الدم حسب نوع التمر نفسه. كذلك تعتبر هذه النسبة معقولة مقارنة بسكر المائدة الذي يرفع نسبة السكر في الدم خلال 15 دقيقة.
كما وضحنا بأعلى، يحتوي التمر على 3 أنواع من السكر (الفركتوز – الجلوكوز – السكروز). وتختلف نسبة كل نوع منهم حسب نوع التمر نفسه، وإن كانت تتقارب النسب بشكل أو بآخر.
سنذكر منها هنا نسبة السكر في أشهر الأنواع:
نوع التمر/نوع السكر |
فركتوز |
جلوكوز |
سكروز |
السكري |
9 |
11 |
35 |
الصقعي |
28 |
30 |
4 |
البرحي |
34 |
42 |
0.3 |
العجوة |
26 |
35 |
0.5 |
الخلاص |
35 |
32 |
0 |
وسنلاحظ من الجدول السابق أبرز ملاحظتين: التمر السكري هو الأعلى في نسبة السكروز، وأن تمر الخلاص لا يحتوي على سكروز على الإطلاق.
لا يمكن نعت أي مادة محايدة بالضرر أو النفع لذاتها، ولكن يتحدد الأمر طبقًا لطريقة الاستخدام، وكذا الحالة الصحية لمن سيتناولها. فلا يمكن إجابة سؤال هل السكر الموجود في التمر مضر إلا إذا عرفنا مقدار استهلاك الفرد من هذا التمر، وهل هو مريض بمرض معين يحظر تناول التمر معه (مثل السكري).
فكما هو واضح يحتوي التمر على نسب مرتفعة من السكر (أكثر من 60% من وزنه سكر)، وكل 100 غرام من التمر توفر نحو 270 سعر حراري تزيد أو تقل قليلاً حسب نوع التمر نفسه. لذلك فإن تناول التمر بكميات ضخمة من الممكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهذا يشكل ضررًا بالغًا على الإنسان. فجميع السكريات التي لن يتم حرقها سيتم تخزينها في شكل دهون، وهذا يعني إصابة الإنسان بالسمنة. والسمنة – على الرغم من أنها مرض في ذاتها – إلا أنها مقدمة لمجموعة ضخمة من الأمراض التي يحتاج كل منها إلى رعاية خاصة.
أما عندما يتناول الفرد نحو 4 أو 5 حبات من التمر في اليوم، فلا يمكن حينذاك أن نسأل: هل السكر الموجود في التمر مضر، إذ لن يتعرض الجسم لكميات ضخمة تسمح بمثل هذا الضرر المحتمل.
ماذا عن مرضى السكري؟ هل السكر الموجود في التمر مضر لهم؟ هنا يختلف الأمر.
فقد تحدثنا بأعلى عن الشخص العادي في الحالات العادية. أما مريض السكر فهو يعاني بالفعل من حساسية التعرض للمواد التي ترفع نسبة سكر الدم لديه. والتمر ثلثي وزنه سكر. لذلك فإن تناول أي كمية غير محسوبة من التمر سيمثل ارتفاعاً في نسب سكر الدم، ومن ثم خطورة على صحة مريض السكري.
ولكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل التمر كمصدر طبيعي للسكر. ففي جميع الأحوال يحتاج الإنسان إلى السكر، سواء أكان مريضًا بداء السكري أم لا. ولكن تختلف النسب حسب طبيعة كل إنسان وحالته الصحية، وكذا نوع التمر نفسه. ففي حالة مريض السكر لا ينبغي أن يتناول التمر السكري أبدًا لاحتوائه على نسب مرتفعة للغاية من السكر وبالأخص السكروز.
أما أفضل حل لمريض السكري فهو عدم تناول أي مواد ترفع سكر الدم – سواء تمر أو غيره – إلا باستشارة الطبيب المختص الذي يتابع الحالة من البداية.
عند إجراء تجربة عن أنواع التمر التي ترفع سكر الدم أكثر من غيرها، وُجِدَ أن تمر السكري هو أكثرهم حدة في أثره في رفع سكر الدم. إذ يرتفع مستوى سكر الدم من صائم لما يقارب زيادة 60% خلال 40 دقيقة فقط. ويحتاج إلى 40 دقيقة أخرى حتى ينخفض ويعود إلى مستوياته الطبيعية مرة أخرى. هذا بالنسبة للشخص العادي. أما بالنسبة لمريض السكري، فسيكون الارتفاع أكبر، ونزوله إلى مستوياته الطبيعية مرة أخرى أبطأ، إلا إذا تعاطى مريض السكر الأنسولين.
ولكن عندما تم إجراء نفس التجربة على تمر الخلاص، كانت الأرقام أفضل بكثير. فقد ارتفعت نسبة سكر الدم بنحو 30% فقط خلال نفس المدة المذكورة (40 دقيقة)، وهي ارتفاع طبيعي ومقبول. وهبطت إلى المستويات الطبيعية مرة أخرى خلال 20 دقيقة فقط.
أي أن أفضل أنواع التمر – حسب التجربة – لمرضى السكري هو تمر الخلاص. ولكن تظل الكمية محددًا أساسيًا لهذا الاستثناء. لذلك ننصح أن تكون الكمية دائمًا قليلة من تمر الخلاص لا تزيد عن 5 حبات من التمر. وفي جميع الأحوال يُفضل أن يتم تناول التمر تحت إشراف الطبيب المختص الذي يتابع حالة مريض السكر. ولعل هذا يجيب عن سؤال: كم حبة تمر لمرضى السكري.
يرجع سؤال "هل السكر الموجود في التمر مضر" إلى اعتياد الإنسان تناول السكر الأبيض، وخشيته أن يكون سكر التمر مثله. ولكن هناك غرض آخر لهذا السؤال. وهو انتشار نوع من السكر في أسواق الطعام الصحي يُسمى "سكر التمر". فيتساءل البعض عن الفرق بينه وبين سكر المائدة الأبيض الذي نستخدمه في العادة، وما إذا كان صحيًا أم لا.
حسنًا .. يتم تصنيع سكر التمر من التمر بشكل كامل، بدون أي إضافات خارجية. لذلك فهو يحتوي على نفس نسب السكر المتواجدة في التمر، بل حتى يحتوي على الألياف الموجودة في التمر نفسه. وبالطبع هو يحمل نفس كم السعرات المتواجد في التمر (270 سعر حراري لكل 100 غرام، بينما كل 100 غرام سكر أبيض تحوي 387 سعر حراري).
قبل السؤال عن هل السكر الموجود في التمر مضر أم لا، يجب أولاً أن نحدد علاقتنا بالتمر لتكون علاقة صحية أكثر. فكل حبة تمر تحوي في 60% من وزنها سكر صافي على الأقل. ومن ثم فإن مريض السكر يجب أن يتناوله بحذر شديد أو يمتنع عنه تمامًا، أو حسب إرشادات الطبيب. فقد وُجِدَ أن تمر السكري به نسب مرتفعة من السكروز ومن ثم لا يصلح لمريض السكر، على عكس تمر الخلاص الذي لا يحوي سكروز على الإطلاق. ولكن في جميع الأحوال لا يجب على مريض السكر أن يتناول التمر إلا بإشراف طبي مع الطبيب الذي يتابع معه.
للطلب أونلاين من خلال موقعنا الألكتروني