وسؤال يطرح نفسه لأصحاب حمية الصيام المتقطع: هل التمر مسموح في الصيام المتقطع؟ فإذا كان مسموحًا به، فكم حبة مسموح بها خلال اليوم؟ أو ما هو كم الغرامات أو السعرات المسموح به من التمر؟
لن يكون هذا المقال عن التمر هذه المرة بشكل مركز، ولكنه سيتحدث في الأساس عن مفهوم وأنظمة تطبيق الصيام المتقطع المختلفة، وجدول الأكل في الصيام المتقطع، جدول الصيام المتقطع للمبتدئين، وكذلك الأكل الممنوع في الصيام المتقطع. ثم في النهاية نجيب عن هذا السؤال: هل التمر مسموح في الصيام المتقطع؟
لنبدأ...
الصيام المتقطع هو الامتناع عن الطعام تمامًا لفترات طويلة من اليوم، تصل في بعض الأحيان إلى اليوم بأكمله (24 ساعة). والمقصود هنا هو الامتناع عن الطعام وليس الشراب. بمعنى أن مفهوم "الصيام" في مصطلح الصيام المتقطع لا يعني بالضرورة صيامًا كاملاً كما يفعل المسلمون في شهر رمضان الكريم، وإنما المقصود بالصيام المتقطع هو الامتناع عن الطعام فقط وليس الشراب.
تقوم فكرة الصيام المتقطع على أن الامتناع عن الطعام لفترة طويلة من الزمن يشجع الجسم على الالتفات إلى الدهون المخزنة وبدء الاستفادة منها لتوليد الطاقة اللازمة لمتابعة الأنشطة اليومية، بدون الإحساس بالإجهاد أو التعب. وهذا يؤدي مع الوقت إلى فقدان الوزن.
وفي الصيام المتقطع يتناول الشخص الطعام في الأوقات المسموح له فيها بتناوله، ثم يعود إلى الصيام مرة أخرى من جديد، وهكذا. ولا يعني تناول الطعام بعد انتهاء فترة الصيام الإفراط في تناول الطعام تعويضًا عن الفارق، وإنما تناول الوجبات الصحية الخالية من الدهون المشبعة. فمن أبرز ممنوعات الصيام المتقطع هو الزيوت المكررة والسكر الأبيض والعصائر السكرية.
كذلك يمكن دمج النوم في فترة الصيام المتقطع. فيمكن على سبيل المثال تناول وجبة العشاء على الساعة الثامنة قبل النوم، ثم بدء الصيام المتقطع لمدة 16 ساعة. فعند الاستيقاظ في الرابعة صباحًا، نكون قد أنجزنا نحو 8 ساعات من رحلة الصيام المتقطع وبقي مثلهم.
وفي الصيام المتقطع – أيًّا كان نمط الصيام كما سيتضح بعد قليل – يمكن للصائم أن يشرب الماء كما يحب. كذلك يمكنه أن يتناول مشروبه المفضل من الشاي، القهوة، أو الأعشاب، ولكن بدون سعرات إضافية. أي أن يكون المشروب بدون سكر أو مُحلى بسكر صحي بديل، مثل سكر ستيفيا أو سكر فاكهة الراهب على سبيل المثال.
يعلق البعض على الصيام المتقطع – كنتيجة – أنه لا فارق بينه وبين الحمية محسوبة السعرات. ولكنها تظل وسيلة جديدة لمن يرغب في الابتعاد عن مراقبة طعامه وشرابه بدقة وحساب السعرات كل يوم.
هناك العديد من الأنظمة التي اُشتهرت في الصيام المتقطع، وجميعها قائم على نفس المفهوم السابق ذكره.
وهو أن يمتنع الشخص عن الطعام لمدة 12 ساعة متصلة، ويمكنه دمج ساعات النوم في ساعات الصيام. أي أن يمتنع عن الطعام من السابعة مساءً على سبيل المثال حتى السابعة صباحًا، وتكون وجبته الأولى هي تلك التي يتناولها بعد الاستيقاظ في الثامنة أو التاسعة.
يناسب هذا النظام المبتدئين، حيث لن يشعروا بأي ضغط من الصيام المتقطع. إذ ستبدأ رحلة الصيام بعد وجبتهم الرئيسية التي سينتهون منها في السابعة مساءً، ولا يتناولون أي طعام آخر بعدها، ويمكنهم تناول المشروبات المفضلة ولكن تلك الخالية من السكريات تمامًا.
ميزة هذا النظام هو أن الشخص المبتدئ لا يشعر فيه بالإجهاد أو الضغط جراء الصيام المتقطع. فهو يمتنع عن الطعام في الأوقات التي عادة ما يمتنع فيها الناس عن الطعام، ويتناول طعامه في الأوقات الطبيعية:
- وجبة إفطار في الثامنة أو التاسعة
- وجبة خفيفة في الرابعة أو الوجبة الرئيسية
- عشاء خفيف في السابعة أو الوجبة الرئيسية لو لم يتناولها في الرابعة
هل التمر مسموح في الصيام المتقطع للمبتدئين؟ بالتأكيد .. ولكن على ألا يزيد عن 50 جرامًا (أي ما يعادل 3 – 7 حبات من التمر حسب نوع التمر نفسه).
وفي هذا النظام يمتنع الصائم عن الطعام لمدة 16 ساعة متصلة، ويأكل في الساعات الثمانية المتبقية. عند هذا المستوى يبدأ الشخص في الشعور بمعاناة الصيام المتقطع الحقيقية، ويبدأ الأرق والصداع والضيق الذي يصاحب الابتعاد عن الطعام عادة، وبالأخص السكريات.
يلجأ إلى هذا النظام من جربوا النظام السابق (المبتدئين) ولم يشعروا بفارق كبير. بينما يرجح البعض أن يكون هذا هو نظام المبتدئين كي يبدأوا به بدلاً من السابق.
وهو الامتناع عن الطعام لمدة 20 ساعة متصلة ثم استغلال الساعات الأربع في تناول ما ترغب في تناوله من الطعام. وإذا سألت هل التمر مسموح به ف الصيام المتقطع من هذا النوع، فستكون الإجابة: نعم .. بلا عدد محدد كذلك. فالساعات الأربع المسموح فيها بتناول الطعام، بالإضافة إلى سعة معدتك لن تسمح لك بأكل كميات ضخمة من الطعام كما قد تظن.
هذا بالإضافة إلى أن تعود الإنسان على الجوع لفترات طويلة من الزمن، يسبب له نوعًا من الصبر على الطعام، فلا يأكل الكثير من الطعام عندما يحين موعد وجبته الرئيسية بالفعل.
والمقصود به الامتناع عن الطعام لمدة 24 ساعة كاملة لمدة يوم واحد في الأسبوع. ولا يعني هذا أن تأكل ما يحلو لك في الأيام التي تليه. وهذا بالتالي يجيب عن سؤال هل التمر مسموح في الصيام المتقطع لهذا النوع. نعم مسموح، ولكن بكميات محسوبة لا تزيد في عدد سعراتها عن 200 سعر حراري على مدار اليوم، كمصدر للطاقة أو الألياف الغذائية التي يحتاجها الجهاز الهضمي.
يناسب هذا النظام من لا يُفرطون في الطعام عادة ويرغبون في إنقاص بضعة كيلوغرامات من وزنهم. فلا يجب أبدًا اعتبار أن الأيام الستة التالية من الأسبوع، أيام سماح للطعام بأي كمية. ولكن يجب أن يكون لها نظامًا غذائيًا منضبطًا يسمح بألا يزيد الوزن عن الحد المسموح به.
وهو الصيام لمدة يومين في الأسبوع وتناول الطعام بشكل عادي في الأيام الخمسة التالية. يميز هذا النظام أنه يعطي مساحة أكبر في تناول الطعام دون التقيد بمواعيد محددة. ولكن بالطبع لا يجب أن تكون أيام الصيام متتالية. يجب أن يفصل بينهما يوم واحد على الأقل.
والتمر مسموح في هذا النظام، ولكن بكميات محسوبة (150 – 200 سعر حراري).
وهو أشدهم مشقة على النفس، إذ يمتنع فيه الصائم عن الطعام لمدة 24 ساعة كاملة، ثم يتناول الطعام بشكل طبيعي جدًا في اليوم التالي، ثم يليه صيام 24 ساعة أخرى، وهكذا. وفي هذا النظام يعتبر التمر من أفضل الأغذية التي تمنح الطاقة والنشاط لمتبع هذا النوع من الحمية. فيجب توزيع كميات التمر على مدار اليوم الذي يكون مسموحًا فيه بالطعام حتى يستفيد الجسم من الألياف والسكريات التي يوفرها التمر.
قاعدة أساسية: لا يجب لأصحاب الأمراض المزمنة تجربة الصيام المتقطع إلا بعد استشارة الطبيب المختص المتابع لحالتهم، حتى يخبرهم ما إذا كان هذا النظام مناسبًا لحالتهم الصحية أم لا.
يعتبر التمر أحد أهم الأغذية الداعمة لمن يمارس الصيام المتقطع كحمية غذائية. وحسب نظام الصيام المتقطع الذي يختاره الصائم، يجب عليه اختيار كمية السعرات التي يحتاجها من التمر، حتى يحدد عدد التمرات التي يجب أن يستهلكها كل يوم.
يحتوي التمر على أكثر من نصف وزنه سكر (سكروز – فركتوز – جلوكوز)، فيمد الجسم الذي يشعر بالإجهاد والضيق بالطاقة اللازمة التي تساعده على إكمال اليوم بنشاط. كذلك إذا قَصَّرَ متبع حمية الصيام المتقطع في تناول قدر كافي من المشروبات خلال الصيام، فربما يصيبه الإمساك. فيعمل التمر على حماية الجهاز الهضمي من الإصابة بالإمساك.
هذا بجانب الفوائد الصحية للتمر في تقوية المناعة، وإمداد الجسم باحتياجاته من المعادن اليومية مثل الحديد، المغنسيوم، البوتاسيوم، المنغنيز، والسيلينيوم، بجانب إحساس السعادة الطبيعي الذي تمنحه الأطعمة الحلوة، ولا سيما التمر.
يحتاج مرضى السكري إلى استشارة الطبيب أولاً في ما إذا كان الصيام المتقطع مناسبًا لهم في الأساس أم لا. وكقاعدة أساسية لا يجب على مرضى السكري تجربة أي نوع من الحمية إلا بعد استشارة طبيبهم الذي يتابعون معه حالتهم الصحية.
فإذا كنت تبحث عن إجابة سؤال: هل التمر مسموح في الصيام المتقطع سواء للأشخاص العاديين أو لمرضى السكري، فإن الإجابة هي: نعم .. مسموح به. ولكن تختلف الكميات المستهلكة حسب طبيعة ونوع الصيام المتقطع نفسه. وقد أوضحنا ذلك بالتفصيل في هذا المقال. ولا يجب أبدًا على مرضى السكري تجربة الصيام المتقطع بدون استشارة الطبيب المختص. وهو أيضًا الشخص الذي سيحدد عدد حبات التمر المناسب لحميتهم الغذائية في هذه الحالة.
للطلب أونلاين من خلال موقعنا الألكتروني