عند السؤال عن كم حبة تمر في اليوم للرجيم يتوقف السائل في حيرة: هل التمر يزيد الوزن في الليل أو النهار؟ هل التمر السكري يزيد الوزن؟ ما هي علاقة التمر بمرض السكري Diabetes؟ وهل هناك خطورة عند تناوله على الريق؟
ولا يقتصر الأمر عن كيفية استخدام التمر لإنقاص الوزن، وإنما يميل الحديث كذلك للجانب الآخر الخاص بزيادة الوزن، فتظهر أسئلة من عينة: كم حبة تمر في اليوم لزيادة الوزن؟ وذلك لمن يعاني من النحافة ويبحث عن زيادة وزنه بطرق طبيعية، ويظن أن التمر سيساعده على ذلك.
في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن كم حبة تمر في اليوم للرجيم الصحي لإنقاص الوزن وللشخص العادي بناءً على تعرفنا على التمر وعدد السعرات وكم السكريات التي فيه، وكل ما يتعلق به من جوانبه المختلفة.
عرفت الجزيرة العربية أشجار النخيل منذ آلاف السنين، وكان طرحها الجاف – التمر – هو الرفيق المفضل لركابها في السفر والترحال، بجانب كونه غذاءً رئيسيًا للعرب. يمر التمر عادة بخمسة مراحل في النمو. الأولى هي الطلع حيث أول طور للنمو بعد عملية التلقيح بشهر تقريبًا، ثم الخلال ويبدأ فيه شكل الثمرة بالتشكل وإن ظل لونها أخضر وطعمها غير حلو. ثم البُسْر والذي تبدأ فيه الثمرة بالظهور على الشكل الذي نعرفه عليها على النخيل، فتبدأ في اكتساب لونها الأصفر المميز، وتزداد سكريتها، ويصبح طعمها مستساغًا أكثر.
أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الرطب. وهي تحدث عندما يكتسب البلح الماء والسكر. فتزداد سكريته من حيث الطعم، ويكون لينًا من حيث المضغ مقارنة بالبُسْر. وأخيرًا المرحلة الخامسة وهي التمر. في مرحلة التمر يزداد سمك القشرة وتكتسب المزيد من اللحم، ويقل منها الماء حتى ينعدم تقريبًا، ويصبح عدوًا لها، فإذا تعرضت التمرة للماء بعد الجفاف الكامل تفسد. في مرحلة التمر تزيد نسبة السكر مع زيادة نسبة اللحم، وتكتسب معه اللون الداكن المميز للتمر.
ويعتبر التمر هو الشكل الأكثر شهرة لبلح النخيل تداولاً في الأسواق. فهو على هذه الهيئة سهل التخزين، بطيء التلف، مقارنة بالمراحل الأخرى المستساغة للأكل من مراحل نمو البلح (البُسْر أو الرطب). وهو كذلك المعني بكل إشارة إلى صناعة التمر. وله العديد من الأسماء ويوجد منه العديد من الأنواع التي تعرفها الجزيرة جيدًا وتحبها، مثل السكري، الخلاص، الصفاوي، البرحي، المجدول، وغيرها من الأنواع التي يعتبر كل واحد منها عالم في ذاته.
يعتبر التمر واحدًا من أكثر الأصناف شهرة في البيئة العربية والعالم الإسلامي. تعود شهرته في البيئة العربي لأن أرض الجزيرة العربية هي أرض النخيل في العالم أجمع. وتعود شهرته في العالم الإسلامي إلى ارتباطه بطقوس الإفطار في شهر الصيام، شهر رمضان كل عام. أما في الجزيرة، فهو مكون ثقافي رئيسي، تراه كل يوم في كل بيت.
ولأنه بمثل هذه الشهرة والتداول تُطرح بشأنه العديد من الأسئلة المتعلقة بطريقة تناوله في حالات صحية مختلفة، وبالأخص في حالة عمل حمية غذائية فيتم السؤال عن كم حبة تمر في اليوم للرجيم كثيرًا.
ينبغي علينا في البداية استكشاف متوسط عدد السعرات الحرارية ومعها مقدار السكر في حبة التمر الواحدة حتى يتسنى لنا تحديد كمية التمر التي يمكن استهلاكها بدون التأثير على الوزن أو الحالة الصحية لمتبع الحمية.
بالطبع، لا يمكن تحديد عدد السعرات في التمرة الواحدة بشكل قاطع، ولكن اعتمادًا على الوزن فإن 100 جرام من التمر تحوي نحو 270 – 300 سعر حراري. وعلى اختلاف حجم التمرة نفسها، فمن الممكن أن نقول أن التمرة الواحدة تحوي داخلها نحو 20 – 25 سعر حراري.
تناول 4 أو 5 حبات تمر في اليوم الواحد يعني أن هذا الشخص قد اكتسب نحو 100 سعر حراري. يبدو عدد التمرات – 4 أو 5 حبات – كبيرًا عندما تقرأها بعينك في هذا المقال. ولكن عندما تمسك التمرات بيدك وتقرر تناول بعض منها، ستدرك فجأة أن كل تمرة صغيرة الحجم للغاية، وأن قبضة يدك وحدها تحوي في تلك اللحظة نحو 15 – 20 تمرة. أي حوالي 350 سعر حراري.
المثير في التمر هو أن طعمه شديد الجاذبية. في الغالب لا يكتفي من أكل واحدة بتلك الواحدة أبدًا. بل يتبعه بأخرى وأخرى وأخرى، حتى يصعب العدّ في مرحلة معينة. هذا ولم نتحدث عن الأنواع شديدة السكرية والتي ترتفع فيها السعرات أكثر من ذلك. فمحبي السكر يتناوبون على السكري الملكي بينما المعتدلين يحبون الخلاص لأنه منخفض السكرية (لاختفاء سكر السكروز منه). فيوضع الطبق أمام صاحبه المتلهف للطعم المألوف، فيتناول التمر منه كحبات العقد المنثور، فلا يدري بعد أن ينتهي كم حبة تناول: 30 أم 40؟!
إذا حدث هذا المشهد، فهذا يعني أن ذلك الشخص قد اكتسب نحو 500 سعر حراري كاملة فقط من تناوله لهذا الطبق من التمر.
فإذا كنت متبعًا لحمية غذائية، فابتعد عن ثقافة "طبق التمر" في تلك اللحظة، لأنها ستكون ذات نتائج كارثية على حميتك الغذائية. وإذا كان ولا بد من تناول التمر فإن 5 حبات من التمر كافية لمد جسمك بالطاقة اللازمة والنشاط الكافي، وما يصاحبه من انتباه وتركيز.
فإذا كانت حميتك يصاحبها نشاط بدني مرتفع، مثل الانتظام في ممارسة الرياضة في الجيم، أو المواظبة على رياضة معينة كالسباحة أو التنس، ففي هذه الحالة يمكنك تناول 5 حبات أخرى قبل بدء نشاطك الرياضي.
كل هذا يصلح بالطبع مع الشخص العادي الذي لا يعاني من أية أمراض تتعارض مع الإكثار من تناول التمر، ونخص بالذكر منها مرض السكري.
يختلف مريض السكري في تعامله مع التمر. فأكثر من 60% من مادة التمر تتكون من السكر على اختلاف أنواعه (السكروز – الجلوكوز – الفركتوز). فإذا افترضنا أن هذا الطبق من التمر وزنه 100 جرام، فهذا يعني أنه يضم في مادته أكثر من 60 جرام سكر صافي مختلف الأنواع.
هذا من شأنه رفع سكر الدم للشخص العادي إذا تناول أي كمية من التمر، فماذا عن مريض السكري الذي يمثل ارتفاع سكر الدم خطورة على صحته؟
لنضع قاعدة أساسية:
لا يُسمح بتناول التمر لمريض السكري إلا تحت إشراف طبي متخصص، على دراية بتفاصيل الحالة، وهو الذي يحدد الكمية المسموح بها، وكذلك النوع.
أما ما هو قبل وبعد هذه القاعدة، فهو أن الاعتدال مطلوب في كل شيء. لا يجب أبدًا الإفراط في تناول التمر بشكل عام، سواء أكان ذلك لمريض سكري أو شخص غير مريض به. فإذا تناول أي شخص نحو 3 – 5 تمرات في اليوم من باب الاستفادة من فوائدها، فلن يكون أبدًا الضرر بالغًا كذلك الذي يتناول التمر بدون حساب من طبق موضوع أمامه.
يُقصد بالمؤشر الجلايسيمي هو مؤشر نسبة السكر في الدم. وهو مؤشر يقدم مقياس يتراوح ما بين 0 – 100 للأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات ومدى قدرتها على رفع سكر الجلوكوز في الدم. جميع الأطعمة لها مؤشر جلايسيمي واضح يمكن الاعتماد على في تحديد مدى صلاحيتها للتناول من قبل مريض السكري أم لا، وكذا الكميات الموصى بها.
فمثلاً المؤشر الجلايسيمي للجزر هو 35، بينما المؤشر الجلايسيمي للبطاطا الحلوة هو 636. وهذه الأرقام توضح ما يصلح تناوله ولا يصلح تناوله لمريض السكري. غالبًا معظم الفواكه والخضروات والبقوليات تأتي بمؤشر جلايسيمي واضح وثابت. أما عندما يأتي الحديث عن المؤشر الجلايسيمي للتمر، تتحول المسألة إلى فوضى حقيقية.
التمر عالم كامل من الأنواع والأصناف والأطعمة والتركيب. وكل نوع منهم له مؤشر جلايسيمي مختلف. لذلك يختلف المؤشر الجلايسيمي للتمر حسب نوع التمر نفسه. فهناك أنواع ينخفض المؤشر الخاص بها إلى 50، بينما غالبية أنواع التمر يتجاوز المؤشر الجلايسيمي بها 400. هذا يعني أن تناول التمر لمريض السكري يُعد كارثة حقيقية.
هنا قد يضطر هذا مريض السكر – المحب للتمر خاصة – أن يبحث عن تلك الأنواع التي ينخفض مؤشرها الجلايسيمي إلى 50، ويتأكد من انخفاض سكر الجلوكوز بها، أو أن يتجنب الأمر برمته، ويؤثر سلامته الشخصية حتى لا تتطور الحالة لمضاعفات أسوأ.
عند السؤال عن كم حبة تمر في اليوم للرجيم تختلف الإجابات باختلاف نوع التمر وحجمه، وكذا الحالة الصحية للشخص، وما إذا كان مريض سكر أم لا. في الحالات العادية لن تمثل مسألة تناول 3 – 5 حبات من التمر مشكلة لأي إنسان يتبع حمية خاصة أو رجيم. ولكن الإفراط في تناول التمر من الممكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل كبير. أما بالنسبة لمرضى السكري، فعلى الرغم من أن تناول 3 حبات من التمر يوميًا لن يؤثر عليهم بشكل كبير، إلا أنه لا يجب عليهم تناول أي فاكهة سكرية إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
للطلب أونلاين من خلال موقعنا الألكتروني