يسأل البعض عن الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض وأيهما أفضل من الناحية الصحية. ولا يقتصر السؤال عن الناحية الصحية فحسب، وإنما يمتد للمزيد من الاستفسارات الإضافية الأخرى المتعلقة بسكر التمر تحديدًا بذاته، ثم مقارنته بشكل أو بآخر بسكر المائدة العادي.
فيستفسر المستخدمون مثلاً عن أضرار سكر التمر، وسكر التمر للرجيم، وهل سكر التمر يزيد الوزن، وما هو نوع السكر الموجود في التمر، وهل هو مفيد لمرضى السكري، وغيرها من الأسئلة. لذلك سنحرص في هذا المقال على إجابة معظم هذه الأسئلة، وتوضيح الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض وأيهما أفضل للاستخدام من الناحية الصحية.
ولنبدأ بالتعريف...
سكر التمر هو السكر الذي يتم تصنيعه من حبوب التمر المجففة عبر مجموعة من الخطوات. فيتم طحن حبات التمر الكاملة وعصرها وتجفيفها، لإنتاج حبات سكر التمر. وفي الغالب، لا يتم إضافة أي مكونات أخرى إلى التمر أثناء عملية تصنيع سكر التمر.
لذلك يعتبر سكر التمر منتجًا طبيعيًا بمعنى الكلمة. إذ لا يتم إجراء أي عمليات كيميائية عليه، وإنما فقط تغيير هيئته الخارجية ليناسب الاستخدام الجديد المخصص له، بينما في أصل كينونته فهو مازال تمرًا، ولكن بشكل مختلف. والدليل على ذلك أن سكر التمر – على هذه الهيئة الجديدة – مازال يحتفظ بالألياف الغذائية المميزة له، وكذلك لم تختلف نسبة سعراته الحرارية عما كان الحال قبل عملية تصنيع سكر التمر. فكل 100 غرام من سكر التمر توفر 270 سعر حراري تقريبًا، وهذه هي النسبة التي يوفرها التمر العادي.
هو مادة التحلية الأولى المشهورة عالميًا، وهي تشير إلى حبيبات السكروز المتبلورة التي يتم تصنيعها في الغالب من قصب السكر أو بنجر السكر.
تتم عملية التصنيع بعدة خطوات صناعية معقدة، تبدأ بعصر القصب، ثم غليه للتخلص من الماء والرطوبة العالقة به، وفي النهاية يتكون السكروز المتبلور (أي في شكل بللورات) والذي يتم تعبئته وتغليفه للتداول، والذي يُعرف عالميًا باسم السكر Sugar.
هذا هو سكر المائدة الذي يتم استخدامه يوميًا في كل بيت في جميع أنحاء العالم تقريبًا، وبه يتم تحلية المشروبات والمأكولات والمخبوزات، وإضافته على وصفات الطعام المختلفة. يختلف سكر المائدة عن سكر التمر في عدد السعرات. سكر المائدة أعلى في عدد السعرات من سكر التمر، فكل 100 غرام من سكر المائدة توفر 387 سعر حراري، تقل إلى 380 سعر حراري في حالة السكر البني.
عند البحث عن الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض من حيث الشكل يبدو سكر التمر كحبيبات بنية اللون خشنة الملمس، لا تعكس الضوء، فليس بها لمعانًا يميزها، بل يبدو أشبه ببودرة فاتحة بنية اللون.
أما السكر الأبيض فهو بللوري القوام في الأساس. ولذلك نجده أشبه بالزجاج الشفاف ولكن على شكل بللورات لامعة صغيرة، تلتصق ببعضها البعض من طول المكث. بل يمكن تشكيلها في مكعبات من خلال بعض المعالجة الحرارية البسيطة حتى يصبح شكلها أنيقًا عند التقديم على المائدة وللضيوف.
لو جعلنا سكر المائدة هو القاعدة التي نقيس عليها درجة حلاوة السكر (لأنه الأكثر شيوعًا وحتمًا جربته)، فسنلاحظ أن سكر التمر أقل في درجة الحلاوة من السكر الأبيض.
يرجع ذلك إلى أن سكر التمر لم تُجر عليه أي عمليات كيميائية لتغيير خصائصه ومكوناته. فيمكن القول بالكثير من الثقة بأنه لون أو شكل من أشكال التمر المختلفة ليس أكثر. والدليل على ذلك أن سعراته الحرارية ونسبة الألياف التي به كما هي لم تتغير عما كان عليه لو كان تمرًا قبل التعديل.
ويرجع اختلاف الطعم إلى أن نسبة السكر في التمر أدق من السكر المصنع بحكم كون التمر طبيعيًا كما هو. كذلك لأن سكر المائدة هو مادة السكروز المتبلورة فقط، بينما سكر التمر يتكون من سكريات عديدة (سكروز – جلوكوز – فركتوز) وكل واحد منهم له درجة معينة في الحلاوة، ومن ثم يبدو الاختلاف واضحًا.
قد يتصور البعض أننا سننهال بالنقد على السكر الأبيض، بأنه مادة ليس لها أي فائدة، وذلك لشهرته الشديدة في زيادة الوزن، ورفع نسبة سكر الدم، وتحذير الأطباء المستمر من تناوله أو وضعه على الأطعمة والأشربة، ودعوة الكثير من خبراء التغذية لاستبدال السكر الأبيض بالمحليات الصناعية والطبيعية خالية السعرات، إلخ.
في الواقع، كل هذا صحيح إلى حد كبير. ولكن ما يجب لفت الانتباه إليه هو أن السكر الأبيض نفسه له العديد من الفوائد التي يجب التوقف عندها لحظات قبل الشروع في نقده أو رفضه كمادة محلية عالية السعرات. ثم بعد ذلك نضع التحذيرات المناسبة لاستخدامه، أو الحد منه واستبداله.
- مصدر جيد للطاقة: يحتوي السكر على نسب مرتفعة من السعرات الحرارية التي تجعل منه مصدرًا جيدًا لتوليد الطاقة التي تساهم في القيام بالأنشطة المختلفة
- يحسن الحالة المزاجية: عند الشعور بالضيق أو الافتقار إلى السكريات، فإن تناول حبة واحدة من السكر تكون كافية لإفراز نسبة معقولة من الدوبامين تعطي إحساسًا بالسعادة. ولهذا السبب تجد الكبار والأطفال شغوفين بالحلوى بشكل عام
- يضبط نسبة السكر في الدم: المشهور هو أنه يرفع نسبة السكر في الدم لمرضى السكري. فماذا عمن يعاني من انخفاض في مستويات السكر في الدم؟ الميزة في السكر الأبيض أنه يرفع نسبة السكر في الدم بشكل فوري، فور أن يتناوله الشخص الذي يشعر بانخفاض في مستويات السكر في الدم
- يعزز صحة الدماغ ويحمي الذاكرة: لا تعمل الدماغ بشكل جيد إلا في حالة التغذية الكافية من السكر، ولا يعمل الدماغ بشكل جيد في حالة غياب السكر. بالتأكيد يمكن الحصول على نسبة السكر هذه من الفاكهة والمصادر الطبيعية، ولكنها أسرع تأثيرًا مع السكر الأبيض. لذلك يقل عادة التركيز في الصيام في اللحظات الأخيرة قبل الإفطار، ويزيد فور تناول كوب التمر المنقوع المحلى بالسكر، أو تناول أي مادة سكرية أخرى
- يرفع ضغط الدم المنخفض: هناك العديد من السكريات التي يمكنها رفع ضغط الدم، ولكن – مرة أخرى – لا يفعل ذلك بسرعة شديدة مثل السكر الأبيض. فتأثيره يبدأ فور أن يختلط باللعاب. لذلك هو الخيار المناسب لمن يشعر بانخفاض الضغط فجأة ويبغي نتيجة سريعة لضبطه
ولكن مع كل هذه الفوائد، تأتي أضراره البالغة التي تجعل استبداله أو الزهد فيه تمامًا أولى من الاعتماد عليه. وتأتي الأضرار من السكر الأبيض في الأساس بسبب المبالغة في تناوله.
جميع المأكولات والمخبوزات الحلوة التي اشتهرت بين الناس (كنافة – بسبوسة – كيكة – لقمة القاضي – العصائر – إلخ) جميعها قائم على التحلية بالسكر الأبيض، ولهذا السبب تعطي ذلك الإحساس بالسعادة الذي يصاحب أكل المنتجات الحلوة عادة. وللأسف، فإن كثرة أكل السكر تشجع الجسم على استهلاك المزيد في متوالية لا تتوقف إلا ويجد الشخص نفسه قد التهم ما لا يقل عن 1500 سعر في وجبة واحدة من المخبوزات والمأكولات السكرية.
لذلك فإن أفضل طريقة لاستهلاك السكر الأبيض هي إما تقليل الكمية للوصول إلى القدر المسموح به حسب توصيات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA والتي تقول أن كل جسم يستهلك 2000 سعر حراري في اليوم مسموح له باستهلاك 50 جرام من السكر الأبيض ولا يزيد عن ذلك.
يحظى سكر التمر بنفس الفوائد التي يحظى بها التمر، فهو – بكل بساطة – تمر ولكن في صورة أخرى لاستخدامات التحلية. يحتوي سكر التمر على أكثر من 60% من مكوناته من السكر الصافي (سكروز – فركتوز – جلوكوز)، بالإضافة إلى 6% منه ألياف، و2% بروتين، و0.15% دهون. هذا بالنسبة لمكوناته الأساسية.
أما من حيث المعادن فهو يحتوي على كم معتبر من الحديد، المغنسيوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، المنغنيز، السيلينيوم، الفوسفور، الزنك، والنحاس. وبه كذلك فيتامينات ب6 وب3 التي تدعم الجهاز العصبي وتحافظ على صحة الجلد والشعر.
تعمل تشكيلة المعادن والفيتامينات السابقة على دعم وتعزيز صحة القلب والجهاز العصبي وتحسين المزاج وتقوية الجهاز المناعي ومد الجسم بالطاقة والنشاط لبذل المجهود البدني الشاق مثل التمرينات الرياضية (ينصح مدربو اللياقة البدنية متدربيهم بتناول 3 حبات من التمر قبل بدء التمرين). لسكر التمر أثر كبير على صحة الدماغ والوقاية من الإصابة بالزهايمر.
أما بالنسبة لما إذا كان مفيدًا لمرضى السكري أم لا، فهو يظل مادة سكرية – مثله مثل التمر تمامًا – يجب الحذر في تناوله لمرضى السكري. وهذا يتطلب استشارة الطبيب المختص المتابع لحالة مريض السكر حتى يرشده ما إذا كان سكر التمر مناسبًا له أم لا، وما هي الكمية المناسبة في حالة الموافقة على استخدامه.
لا يوجد أضرار بارزة لسكر التمر، فهو مادة مشتقة بالكامل من الطبيعة بدون إضافة أي مكسبات طعم أخرى، ولكنه يخضع للقاعدة العامة للمواد السكرية: يظهر الضرر إذا زاد الحد عن الاستهلاك الطبيعي المسموح به حسب الوزن والعمر والحالة الصحية.
عند البحث عن الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض سنجد أننا نعقد مقارنة بين السكر الأبيض والتمر. فجميع الخصائص والمكونات الخاصة بالتمر هي هي نفسها المكونات والخصائص الخاصة بسكر التمر. ويجب الإشارة هنا إلى أن السكر الأبيض ليس ضارًا بشكل كامل كما يُشاع عنه، ولكن زيادة استهلاكه هي التي تسبب الأضرار التي اُشتهر بها.
للطلب أونلاين من خلال موقعنا الألكتروني