هناك ضرورة ملحة للتعرف على السعرات الحرارية في التمر الناشف للتأكد مما إذا كان مناسبًا لأشخاص بعينهم أم لا. فهو بجانب كونه غذاءً مفيدًا بشكل عام، فهو مكوّن أساسي في الثقافة الخليجية، إذ يكون مرافقًا لكوب القهوة في المجالس، وله شهرة ضخمة في الثقافة العربية الأصيلة.
تضم مملكة التمر في الجزيرة العربية أنواعًا عديدة، يحار المرء في التنقل فيما بينها. ولكنها جميعًا تشترك في حلاوة الطعم، وبالطبع ارتفاع مقدار السعرات الحرارية في كل نوع. لذلك يكثر السؤال عن كم سعرة حرارية في حبة التمر الواحدة، وكذا كم سعرة حرارية في حبة التمر السكري. أو يتعلق الأمر بالوزن مثلاً فيكون السؤال: 100 غرام تمر كم سعرة حرارية أو حتى يتساءل 100 غرام تمر كم حبة، حتى يتمكن من تحديد كمية السعرات الحرارية المتواجدة في التمر.
في هذا المقال سنتحدث عن السعرات الحرارية في التمر الناشف وفوائد التمر بشكل عام، وبالطبع كيف يمكن لمريض السكر أن يتناول التمر، وما مقدار ما يتناوله منه.
المقصود بالتمر الناشف هو التمر الجاف الذي انتقل من مرحلة الرطوبة إلى مرحلة الجفاف (وهي أفضل مرحلة للتمر حيث هذه هي أفضل حالة لتخزينه ونقله إلى أماكن بعيدة). وإذا كنت لا تعرف، فإن التمر يمر بخمس مراحل مختلفة في النضج، آخرها – وأهمها في الواقع وهي موضوع مقالنا اليوم – هي مرحلة التمر الناشف.
يكون الطلع هو أولى مراحل التمر في النمو. ويظهر في مطلع الأسبوع الخامس. وهو يعني بداية ظهور حبوب التمر في طورها الأول على الإطلاق بعد عملية التلقيح. تليها مرحلة الخلال. وفي مرحلة الخلال تأخذ التمرة شكلها المعروف بشكل تدريجي، ولكن يكون لونها أخضر تمامًا. فتبدأ في الاستطالة ويزيد سمكها قليلاً، ولكن لا يكون طعمها مستساغًا بما عُرِفَ عن التمر، لأن كمية السكر فيها تكون قليلة للغاية في هذه المرحلة (تقريبًا 50% فقط من السكر).
ثم تأتي مرحلة البُسْر. في مرحلة البسر يأخذ التمر لونه المعروف كثمرة ناضجة، وهو اللون الأصفر الزاهي. في هذه المرحلة يزيد السكر في في جسم التمرة، وتكون قشرتها ناعمة ملساء، ويكون جسمها صلبًا، ولكن طعمها حلو، وسهلة المضغ كذلك. فإذا زادت فيها نسبة الماء – والسكر كذلك – فهذه هي المرحلة الرابعة من مراحل نمو التمر، وهي مرحلة الرطب. في مرحلة الرطب تصبح التمر شديدة الحلاوة، وكذا سهلة المضغ. وهي المرحلة التي تبدأ التمرة فيها باكتساب اللون الداكن.
وأخيرًا المرحلة الخامسة من مراحل نضج ونمو التمر، وهي المرحلة التي نطلق عليها "التمر" ونعني بها التمر حقًا على صورته التي تعرفه عليها أيًّا كان نوعه. في هذه المرحلة يقل الماء من حبة التمر، وتزداد صلابة، وتصبح أنشف وأكثر جفافًا، وتأخذ كل تمرة شكلها المميز، والذي تُعرف به في عالم التمور.
فهناك السكري الرطب الملكي، وهناك السكري المفتل الملكي، سواء المحشو أو غير المحشي. وهناك الخلاص، الصفاوي، البرحي، المجدول، الصقعي، وغيرها. جميع هذه العائلات تقع جميعها تحت مسمى كلمة تمر. والمقصود بالتمر هو التمر الناشف. أي أننا إذا سألنا عن كم السعرات الحرارية في التمر الناشف فنحن نعني به كمية السعرات المتواجدة في التمر في مرحلة نضجه الأخيرة (المرحلة الخامسة: التمر).
الحديث عن فوائد التمر يحتاج إلى كتب. فهو يقع حقيقة ما بين المكانة الدينية والقيمة الغذائية. فقد كان رفيقًا ملازمًا في السيرة النبوية للنبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته في حلهم وترحالهم وأحوالهم اليومية. بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى بضرورة أن يتواجد التمر في بيت كل مسلم. فقال لأمنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها "بيتٌ لا تمرَ فيهِ، جياعٌ أهلُهُ" في صحيح أبي داود. هذا بخلاف مرافقته وكثرة ذكره في طعام النبي صلى الله عليه وسلم وثناؤه عليه في أكثر من موطن، والنصح به كغذاء في الكثير من الأوقات، ولا سيما شهر رمضان المبارك، الذي اُستن فيه على الإفطار – لحظة الفطر – على التمر.
بل واستخدامه كوسيلة لعيار الأشياء وتحديد الأوزان، فكانت صدقة الفطر الواجبة على كل مسلم على سطح الأرض، من ضمن خياراتها (صاع من تمر) على افتراض أنه من قوت أهل البلد. وكان هو الغذاء المناسب للسفر، حيث يتم تجفيفه فلا يتلف بطول المكث، فيصلح لاصطحابه كغذاء حال السفر، وكان هذا هو حال العربي القديم انتقالاً من مكان إلى آخر طلبًا للتجارة والمعاش. وكان غذاءً لا يُستهان به في قيمته لما يقدمه من قيمة غذائية
وقد لازم التمر البيئة العربية – الخليجية تحديدًا – حتى لحظة كتابة هذه السطور، فصار جزءًا لا يتجزأ من المجالس اليومية التي تضم الأهل والأحباب والأصدقاء. فصرت ترى المجلس تحوطه بخور العود، تدور فيه كئوس القهوة، بين أطباق التمر العربي الأصيل.
وعلى الرغم من ارتفاع السعرات الحرارية في التمر الناشف إلا أن فوائده الصحية عديدة للغاية. ربما أبعد من كونه مجرد غذاء. فمن فوائده الصحية:
على اختلاف أنواع التمر جميعًا، فإن أكثر من 60% من وزنه من السكر الخالص (السكروز – الفركتوز – الجلوكوز). لذلك يعتبر التمر مصدرًا غنيًا بالطاقة، تكفي بضع حبات منه لشحن طاقة الجسم ومساعدته على المُضِيّ قُدْمًا في النشاط الذي يمارسه، وبالأخص الأنشطة الرياضية التي تتطلب مجهودًا بدنيًا معتبرًا.
لذلك لا تتعجب عندما يوصيك مدربك في الجيم بتناول بضع حبات (محسوبات) من التمر قبل بدء تمريناتك الرياضية. فهذا من شأنه مد جسمك بالطاقة اللازمة للمجهود الذي ستبذل.
يحتوي التمر على كلا النوعين من الألياف الغذائية، القابلة وغير القابلة للذوبان. تحسن هذه التوليفة من حركة الأمعاء كثيرًا، فتقاوم الإمساك من ناحية، وتعالج الإسهال في حالة حدوثه من ناحية أخرى.
كذلك تعمل خصائصه المضادة للبكتريا على نمو البكتريا النافعة في الأمعاء، والتي تحمي من التهابات القولون.
يحتوي التمر على نسبة كبيرة من الحديد تساهم في وقاية الجسم من نقص الحديد والأمراض التي تحدث بسبب نقص الحديد مثل فقر الدم أو الأنيميا Anemia. لذلك يُنصح بالحديد للمرأة الحامل لأجل حمل مستقر بشكل عام، وينصح به خاصة في الأسابيع الأخيرة من الحمل لضمان ولادة صحية آمنة. وكذلك بعد الولادة لتعويض الجسم عن الفاقد الذي تفقده الأم من الحديد.
التي لها دور كبير في دعم صحة القلب والشرايين. فاحتواء التمر على البوتاسيوم يساعد على توازن السوائل في الجسم. بينما المغنسيوم يساعد على خفض ضغط الدم، وهذا بدوره له أثر كبير على صحة القلب. وهي هي نفسها العناصر السابقة التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL في الجسم، مما يقي الجسم من الجلطات وتصلب الشرايين.
أما احتوائه على عناصر مثل السيلينيوم، المنغنيز، والنحاس، فتعمل على دعم صحة العظام، ووقايتها من الهشاشة المحتملة، التي تؤدي إلى سهولة التعرض للكسور.
يساعد الانتظام في تناول التمر يوميًا – بكميات محسوبة بالطبع – على مقاومة الشوارد الحرة التي تتسبب في تلف الخلايا والإصابة بالأمراض المزمنة، مثل الزهايمر، التهاب المفاصل، أمراض القلب، والسرطان.
كما تساعد البروتينات والدهون الصحية البسيطة في التمر على دعم صحة البشرة والشعر، فتؤخر ظهور التجاعيد وكذا تساقط الشعر.
وعلى الرغم من أهمية التمر الشديدة في النظام الغذائي إلا أنه يجب الحذر من تناوله بكثرة وبالأخص لمرضى السكري. فيجب تناوله تحت إشراف طبي يتابع حالة مريض السكري، ويرى ما هو أنسب بالنسبة له، سواء منعه أو استهلاكه، وما هي الكمية المناسبة في حالة الاستهلاك.
وعلى الرغم من أن السعرات الحرارية في التمر الناشف عادة ما تكون أعلى من السعرات الحرارية في التمر في مراحله المختلفة – التي شرحناها بأعلى – إلا أن الأولوية عادة ما تكون للتمر الناشف في الاستخدام، لسهولة تخزينه ونقله.
لذلك يجري السؤال دائمًا على هذه الشاكلة: كيف يمكن تحديد السعرات الحرارية في التمر الناشف أو الجاف؟
من الممكن التعرف على كمية السعرات الحرارية في وزن معين من التمر. فإجمال السعرات الحرارية في 100 غرام من التمر تتراوح ما بين 270 – 300 سعر حراري. تختلف كمية السعرات حسب نوع التمر نفسه. فمثلاً نلاحظ أن تمر الخلاص أقل في الحلاوة من السكري .. لماذا؟ الخلاص يحتوي على نوعين سكر فحسب: جلوكوز وفركتوز فقط.
بينما يحتوي السكري على الجلوكوز والفركتوز والسكروز، وهذا الأخير هو الذي يرفع سكرية السكري، بينما لا يفعل المثل مع الخلاص.
كذلك من الصعب تحديد كمية السعرات الحرارية في تمرة واحدة. فإن 100 غرام من أحد الأنواع قد تضم 15 حبة تمر، بينما أنواع أخرى قد تضم 100 غرام منها نحو 4 أو 5 تمرات فحسب. لذلك اعتمد على القاعدة العامة أن 100 غرام تمر تساوي 300 سعر حراري، ومن ثم فاحسبها أنت في كل مرة على حسب عدد حبات التمر في الغرامات المائة.
تقدر السعرات الحرارية في التمر الناشف أو الجاف بنحو 300 سعر حراري لكل 100 غرام. ويختلف مقدار السعرات الحرارية المتواجد في كل حبة تمر بناءً حجم التمرة. فالمجدول أكبر بكثير من السكري. لذلك ربما تعادل تمرة مجدول 3 تمرات سكري في قدر السعرات الحرارية. ولكن بشكل عام، يُفضل الاعتماد على الوزن أكثر من عدد التمرات المجرد لعلاج هذه الإشكالية. ولا يجب على مريض السكري تناول التمر إلا بإشراف طبي متخصص.
للطلب أونلاين من خلال موقعنا الألكتروني