يعاني الكثيرون في البحث عن أفضل أنواع التمر لمرضى السكري بسبب طبيعة التمر السكرية في الأساس، والتي من الصعب معها أن تحدد أيها مناسب أكثر من غيره.
لا يقتصر الأمر على هذا السؤال فحسب، وإنما أسئلة أخرى مرتبطة بأنواع معينة من التمر، مثل: هل التمر الصقعي لمرضى السكر؟ أو: هل تمر السكري مناسب لمرضى السكري؟ أو: ما هي نسبة السكر في التمر المجدول؟ أو من الممكن أن يكون السؤال خاص بالحالة الصحية هل التمر يرفع السكر التراكمي أم ليس له علاقة، وغيرها من الأسئلة المختلفة.
سيكون هذا المقال شموليًا عن علاقة تناول التمر بمرض السكري، وما هي أفضل أنواع التمر لمرضى السكري حتى يتناولونها بشكل آمن.
يفرز البنكرياس هرمون يُسمى الأنسولين. يتمثل دور الأنسولين في ضبط مستويات السكر في الدم حتى لا تزيد عن المعدل الطبيعي الذي من الممكن أن يؤذي الإنسان. تؤدي زيادة السكر في الدم إلى التأثير السلبي على الأعصاب والأوعية الدموية وأجهزة أخرى في الجسم، ومن ثم يجب ضبطها عند مستويات معينة آمنة.
متى يحدث داء السكري Diabetes؟
عندما يعجز الجسم (البنكرياس) عن إنتاج كميات كافية من الأنسولين، أو عندما لا يستغل الجسم الأنسولين المنتج بشكل فعال، في هذه اللحظة يبدأ داء السكري في الظهور، وتبدأ أعراضه في التأثير على أجهزة الجسم الأخرى. وعند الوصول إلى هذه المرحلة يحتاج الإنسان إلى ضبط مستويات السكر في الدم بشكل يدوي من خلال التعامل السليم مع الأطعمة المحتوية على السكريات، سواء السكريات الصريحة (السكر وما هو مضاف إليه السكر) أو الأطعمة التي تتحول إلى سكر عند هضمها مثل الكربوهيدرات.
عند الوصول إلى هذه المرحلة يُفضل أن يحترس الإنسان لكل ما يدخل فمه. فإذا شعر بأنه يأكل نوعًا من الطعام يحتوي على نسب مرتفعة من السكر، يجب عندها أن يمنعه أو يقلل منه. والتمر من هذه الأطعمة التي يجب أن يحترس مريض السكري منها.
تضم مملكة التمر أكثر من 2000 نوع من التمر. تنتج الجزيرة العربية وحدها أكثر من 400 نوع من التمر. ولو كان هناك شيء يجتمع عليه التمر في جميع أنحاء العالم، لكان كثافة نسبة السكر في التمر. فأكثر من 60% من وزن التمر من السكر الصافي (سكروز – فركتوز – جلوكوز).
ومن ضمن هذه الأنواع الكثيرة يوجد مجموعة من التمر تزيد فيها نسبة السكر عن غيرها من التمور، مثل التمر السكري على سبيل المثال. وهناك أنواع أخرى تقل فيها نسبة السكر مثل تمر الخلاص. ولكن تظل نسبة السكر مرتفعة بالشكل الذي يتطلب حسن إدارة للكميات التي يتم تناولها من التمر بشكل عام لمرضى السكري.
بشكل عام لا يمكن نعت السكر الموجود في التمر أنه مضر لذاته. بل على العكس، يعتبر سكر التمر هو أفضل صورة ممكنة لتناول كميات من السكر تمنح الجسم الطاقة والنشاط لممارسة الأنشطة اليومية المطلوبة، أو للقيام بجهد بدني مرتفع مثل التمرينات الرياضية.
ولكن لا يمكن إغفال كمية السكر التي في التمور. فبضع حبات من التمر لا يتجاوز عددها 5 حبات تحتوي على ما مقداره 5 ملاعق سكر من السعرات الحرارية. نعم، هي في شكلها الطبيعي، ولكنها تظل سكر يجب الحذر من تناوله بهذه الكميات، وبالأخص لمرضى السكري.
إذًا: هل السكر الموجود في التمر مضر؟ لا .. ولكن يجب الاعتدال في تناوله، حتى لا يصبح ضارًا لصاحبه.
على الرغم من أن أنواع التمر تتجاوز 400 نوع، إلا أن أسواق التمور الخليجية اجتمعت على بضعة أنواع تعتبر هي الأحب والأفضل، والأكثر شهرة وانتشارًا، والأغزر في الإنتاج السنوي من التمر.
أنواع مثل البرحي، الصقعي، المجدول، السكري، الخلاص، دقلة نور، وبضعة أنواع أخرى تعرفها أسواق التمور جيدًا. ويتميز كل نوع من الأنواع السابقة بحجم خاص به يتراوح ما بين الصغير مثل السكري الملكي والخلاص، أو الكبير مثل المجدول. لذلك عندما يتم حساب السعرات الحرارية في التمور لا يتم حسابها بناءً على عدد حبات التمر، وإنما على حسب الوزن. واختير لذلك مقدار الـ 100 غرام كوسيلة لتحديد كم السعرات الحرارية في التمر بناءً على ذلك.
وجد العلماء أن متوسط مقدار السعرات الحرارية في 100 غرام من التمر يُقدر بنحو 270 – 300 سعر حراري حسب نسبة السكر في التمر بين أكثر الأنواع شهرة.
ولأن حجم حبات التمر يختلف من نوع لآخر، فإن حساب مقدار السعرات الحرارية في التمر متروك لك بالكامل. فلو أخذنا 100 غرام من المجدول على سبيل المثال، فقد نجد أنهم 4 أو 5 حبات تمر مجدول على الأكثر. هذا معناه أن حبة التمر المجدول كبيرة الحجم بها نحو 65 سعر حراري. أما إذا كان هذا من التمر السكري الملكي صغير الحجم، فسنجد أن 100 غرام منه يعطي نحو 12 – 14 حبة تمر. وبالتالي فإن مقدار السعرات الحرارية في حبة التمر السكري قد تصل إلى 22 سعر حراري تقريبًا.
أما بحث أفضل أنواع التمر لمرضى السكري، فقد تطلب الأمر إجراء بحث بسيط عن أنواع السكر في أشهر أنواع التمور ونسبتها. فاختير التمر السكري والخلاص لإجراء هذه التجربة.
فوُجِدَ أن تناول 5 حبات من التمر السكري (وزنهم 62 غرام) يرفع نسبة السكر في الدم بعد 40 دقيقة ليصل من 100 إلى 158، وترتفع نسبة مقاومة الأنسولين إلى 33.55 وتظل نسبة السكر مرتفعة حتى بعد مرور ساعة كاملة من أكل التمر، فينزل نزولاً بسيطًا إلى 139، ولا تعود مستويات السكر إلى درجاتها الطبيعية مرة أخرى إلى بعد مرور 80 دقيقة من تناول التمر.
عندما تم إجراء نفس التجربة على 5 حبات من تمر الخلاص (وزنهم 34 غرام) وُجِدَ أن نسبة السكر في الدم قد ارتفعت من 100 إلى 132 بعد 40 دقيقة من تناول التمر، وكانت مقاومة الأنسولين 5.72 فقط. وبعد مرور 60 دقيقة من تناول الخلاص بالضبط عاد سكر الدم إلى المستوى الذي كان عليه (100) عندما كان صائمًا.
من التجربة يتضح أن أفضل أنواع التمر لمرضى السكري هو تمر الخلاص .. لماذا؟
عندما تم تحليل نسب السكر في كلا من التمر السكري والخلاص كانت هناك 3 أنواع رئيسية من السكر متواجدة في التمر: سكروز – فركتوز – جلوكوز. وكانت النسبة فيهم على النحو التالي:
- التمر السكري: 15% جلوكوز – 11% فركتوز – 40% سكروز
- التمر الخلاص: 35% جلوكوز – 29% فركتوز – 0% سكروز
هل لاحظت شيئًا؟
بالضبط .. لا يحتوي الخلاص على سكر السكروز. ولكي تعرف ما هو سكر السكروز، فهو سكر المائدة الذي يتم استخلاصه من قصب السكر (السكر المتبلور) والذي يحذر الأطباء من تناوله بكثرة، ويدعون لاستخدام محليات صناعية أو طبيعية بديلة.
لذلك يعتبر تمر الخلاص هو أفضل أنواع التمر لمرضى السكري بين أنواع التمور المشهورة في الأسواق. وكذلك يعتبر السكري هو أحد أنواع التمر غير المناسب تناولها لمرضى السكري.
هل يوجد أنواع أخرى من التمر يمكن تناولها لمرضى السكري غير الخلاص؟
عالم التمر ضخم للغاية كما سبق التوضيح في بداية المقال. ولكن تم التركيز هنا على أكثر الأنواع شهرة، وأكثرها توفرًا في الأسواق، حتى لا يعاني مريض السكر في البحث عن أنواع نادرة من التمر، قد يكون سعرها مرتفعًا بسبب ندرتها، أو يجد عُسرًا في العثور عليها على مدار العام، أو تكون مزروعة بشكل محدود في مكان ما يصعب الوصول إليه، إلخ.
لذلك تم التركيز على الأنواع المشهورة التي يمكن الاعتماد عليها في تغذية مريض السكري بأمان، ويمكن الوصول إليها بسهولة، وأسعارها في المتناول.
عند الاختيار بين أفضل أنواع التمر لمرضى السكري لن نجد ما هو أفضل من التمر الخلاص الذي لا يضم في مكوناته سكر السكروز، وبالتالي فهو يعتبر الأفضل لمرضى السكري. ولكن هذا لا يعني أن يأكل مريض السكري من تمر الخلاص بكميات ضخمة بحجة أنه آمن له. فالمقصود بالأمان هنا أنه يمكن تناوله، وليس تناوله بكثرة. يُفضل أن يتناول مريض السكري نحو 5 حبات من تمر الخلاص في اليوم. ولا يتم هذا الإجراء بالطبع إلا بإشراف طبي من الطبيب المعالج الذي يتابع معه المريض.
للطلب أونلاين من خلال موقعنا الألكتروني